الرئيسية

  • الياس خوري…

    الياس خوري…

    الدكتورة وفاء شعراني*

    كيف تقدم كاتبا مثل الياس خوري ، بهذا السؤال بدأت انخراطي في ” إدارة ” الحوار لدى استضافة الكاتب حضورياً في طرابلس ، على منبر قصر نوفل / مركز رشيد كرامي الثقافي ،كنتُ أنوي البوح عمَّا انتابني عندما قرأته أول مرة ، ولكن أستدركت ، وقبل الإستفاضة قلتُ سريعاً كلمة عبّرتُ فيها عن حالةٍ ( لا اسم ) تهزّني كلما زرت هذا المكان ( قصر نوفل ) ، فلم ينتبه ، لها ، أحد !! طرابلس متروكة ، منسيّة ، معذَّبة ؟؟
    كنت أريد ببساطةٍ القول بأنني بكيت كثيرا لدى قراءتي لأول مرة ” باب الشمس ” ثم أحاول الدخول إلى عالم الياس خوري الأدبي ، ولكن استدركتُ أيضاً : يجب أن أذكرَ مَن نكون ؟ : نادي ق ، بيت نكبرفيه مع عائشة يكن في صالون ثقافي salon litteraire ، يأتي نتيجة اقتناع دكتورة عائشة يكن بأن الثقافة لا يمكنها أن تبني صرحاً إلاّ بجهدٍ جماعيّ خلاّق ، وهي فكرةٌ تعضُد فكرة فناء الذات في الجماعة ؟ أم أنه مذاق الصالونات الأدبية يجذبني بقوة ، صالون ق ، النادي تاريخ جميل ، أذكرُ المفاجأة السارة التي كانت للعالم العربي يوماً مع كتاب جينيه عن فلسطين ، وجِد في حقيبتيه المتروكتين ، كتاب عن الشعب المطرود تتوجه «أربع ساعات في شاتيلا» ، عن تضحيات الفدائيين ، الأمر اليوم يشبه أمر ذلك اليوم ، فلسطين في طرابلس ، :كدتُ أنسى أنه عليَّ البدء بالحوار!!!
    كان يجلس بجانبي ،المهم أنني لم أعد تلك المسحورة به كما كنت عندما قرأت له ، أول مرة ، ” باب الشمس ” ، تبدّلت علاقتي بنصّ الياس خور ي ، ما كان من أحد ٍمن كبار المشاهير الأوروبيين في الفكر والفلسفة والسينما إلاّ ويقرّ حق المناضلين من أجل نصرة القضايا العربية وعلى رأسها من غير منازع القضية الفلسطينية ، هو ، انتظر زمناً ، وكتب “باب الشمس ” .
    خاصية سردية ، أسلوبٌ يخصُّه وحدُه ، يبقى في الذاكرة والوهم والكلام ، هل كان ينبغي له أن يكون مؤرّخاً ؟ تأريخٌ أمين ، المهمّ أن أحلام الاشتراكية انتهتْ ، ولم تعد الأحداث تترك لنا شيئاً ، إلا الحالة بين اليقين واللايقين ، الأدب العميق أسلوبٌ عجيب تُحكي فيه حكاية عجيبة ، لا تعرف عناصر بنيتها التركيبية إلا عن طريق ملاحقة المتكلم وكيفية أدائه لوظيفته ، فتاريخ ما يعرفه الناس ، ليس الوثيقة ، والتاريخ لمن يمتلك معرفة نبض الحب والمشاعر والشوق والفراق ، يحاذر الخروج بالكلمات ووصف الأحداث في المجازر إلى تجريدٍ ، يبدو لك أن الحوار في ” باب الشمس ” مع شخصية مرمية على سرير المستشفى في الجليل ، أنه ( السرد والحوار والأحداث ) نوعٌ من التحديق في ركام من العلامات ، إن تلخيص نص الياس خوري ضربٌ من المحال ، الحكم على مقدرةٍ ومعرفةٍ يقينية بكيفية الأداء وضبط رموزها المعقَّدة ، وماذا يعني هذا من أمر السينما ؟ تجلس إلى يسري نصرالله ، يأتيك بالحديث عن فردٍ بوصلاتٍ شفافة ، شاعرة ، الكلمات فيها قصائد ، كل الفقرات على تمفصلها من فكرة الى فكرة تبدو كمسرح عائم على نثرٍ موزون ، على ايقاع قوارير التراث والمؤانسة وليالي شهرزاد وآهات أم كلثوم ، ثم لا تلبث ، وأنت تتابع القراءة ، أن تتعاظم الهوية السردية الشخصية لتمتزج بالتجربة الانسانية حيث تتشكل في النص علامات لغوية عن معنى المعنى ، لم يهمل المرحلة الفلسطينية من الحروب اللبنانية ، واستباحة المجتمع اللبناني ، إذ نتحدث اليوم عن انتاج الياس خوري ينبغي متابعة ما يطفو على سطح الذاكرة ، وهو مخيف ، صعبٌ ، كارثةُ الانعزالية الطائفية ، كانوا في الجبل الصغير يسمعون صوت انهيارات البيوت على طول طريق الشام القديمة ، من أين لها أن تتبلور هوية قومية ؟؟
    يستحيل ضبط حركة الانتقال من فكرة إلى فكرة ، تُفتح أقواس الصحافة كأصلٍ ثانٍ من أصول بنيان العمارة الإبداعية ، لقد تلاشى طيف الدولة ، ثم تمَّ تدمير ما بقي منها على يدِ الإحتلال الإسرائيلي …
    على كلّ ما بين هذا وذاك ، نتحدث عن إنتاجك الأدبي ، الياس الخوري ..
    أنطلق مما أسميه ” الفعل الإرادي ” أعتبره المدخل إلى نصك ، أمرٌ معقَّد ، لا يشبه شيء آخر ، النص الإلياسي ، نمطُ قصّ جديد ، يمكنكَ كل لحظة إيجاد شخصٍ ما في مكانٍ ما يخبرك بشئٍ ما ” فتبني له رواية بالفعل الإرادي ، وما هو ؟ هو استكمال تلك العناصرفي سياق السرد بعلاقة تاريخه بالوجود ، تنتبه ، في أثناء الإستكمال إلى تفاصيل التفاصيل ، في الحركة الجسدية ، أينما كان، في السرير والمطعم والشارع وأمام المحقق ، ثم تترك لنا تشريح سلوكه النفسي ، في ضعفه وقوته وانسياقاته ، قرّاؤك يعرفون معنى ذلك ، في الأكاديميا ينظّرون حول الفن الروائي والكتابة في قوالب التعبير عن المشاعر والذات والعالم ، فيؤكدون على أن امتزاج السرد بالتجربة الانسانية يصل بفن الكتابة إلى أقصى مبررات الكلام عن الحياة بوصفها بحثاً عن السرد .. إنها مقولة الأكاديميا ، ولن تستطيع محوَ بصمة الهوية الشخصية للسرد والسارد ، وكيف تتفلسف الهوية الشخصية بنسج عوالم برزخية بين الواقعي والتخييلي ..الرواية اذا لم تكن مخلصا فهي ، الرواية الكليّة ، التي تحيط بالواقع كله ، احد عناصر الخلاص .. إن نمط القصّ إنتاجٌ في قوالب التعبير عن المشاعر والذات والعالم ، وفي تدبيج أحداث بين شخصيات ، اكتسحت أسماؤها ساحات الأدب والسرد الروائي والشبكات والمنصات بمعاناةٍ وجودية ، ومن هنا يتأتى لها السحر .. في كل جهات النص ، يتموّج الحب والقص، كل نص يحوي حكاية ، وحكاية كبرى ، فلسطين ، فضاءيتسم بالتداخل .والتضارب والتفسخ والتشويه والحياة والحب والموت والجمال ، تجتمع في بنيتها خصائص الرواية الحديثة ، لا أدخل في تقييمها ، لست ناقدة أنا قارئة ، ولكن أعترف أنني بعد ملاحقتك إثر قراءة باب الشمس ، أحتفظ لك بسؤال عن مرحلتين : ما قبل باب الشمس وما بعد باب الشمس .. هل الرواية عالم الأماني والأحلام أم الأوهام ،
    كيف والحروب مريعة وديكتاتورية الليبرالية تتضاعف ،1981 أبواب المدينة ، 1985 عن علاقات الدائرة ، 1989 رحلة غاندي الصغير ، 1994 مجمع الأسرار ، 1998 باب الشمس ، 2019 اسمي آدم ونجمة البحر ، 2003 الجبل الصغير والوجوه البيضاء ، 2007 رائحة الصابون ومملكة الغرباء ، 2012 يالو، سينالكول ، 2013 كأنها نائمة ، طاقات ضمائر متفلّتة ، عاشق حرّ ، يتحول سردا كيفما شاء ، من المتكلّم إلى المخاطَب ، الى الغائب ، يكاد يستولي أيضا على كافة ضمائر المتلقّي القارئ : لا تعرف مَن الذي يتحدث “رأى عينيها ، عيناها أرى ، أقول له عن عينيها ، أسألها : ( رائحة الصابون ) ويقطع المسافات في متواليات الزمن …
    تتلاشى صورهم وهم يتكلمون ،كلهم ضحايا الحرب ، مُراوغة ؟ ؟ أم هو السرد بأسلوب المونتاج ، والكاميرا ، تُمسرح ، كان رجلاً وكرجل مشى إلى موته، رأى موته على مقربة من يديه، لكنه مشى، كان يمشي ويسأل ولم يجاوبه أحد، ثم وقف وصار يجاوبه، تحسبُهم أيقاظاً ، وهي ” كأنها نائمة ” ، فانتاستيك ، نهيلة مصدرُ هوى ، وميليا سكونٌ يشبه ركود الريح ، فانتاستيك غير منحول ، وغير مفتعَل ، يوقنُ الرجل أن المرأة وحبّها حفظا له طلبَ المتعةِ والموتِ معاً ، وهو لم يكن يعرف الأجوبة لكنه كان يجاوب.، قيل أنه احترق، وقيل أنه ذاب فوق القبر، وقيل، لكن المدينة التي أتى إليها من أمكنة بعيدة غابت. قيل أنها غارت في العيون، وقيل أنها ذهبت إلى البحر ، مشهدٌ على اللون الأبيض ، لون كاشف ، ضوء، يظهر كل العبث والفجيعة والجنون، فالله أرسل لنا البترول لنصبح أغني ، إنما البترول مرض.، ولولا البترول لتوقفت الحرب،
    أنت لا تفهم، البترول يمول الحرب ،
    نحن لا نفهم ، هم لا يفهمون ..

    ___________________

    • أستاذة الفلسفة السابقة في الجامعة اللبنانية
    • نص الكلمة التي ألقتها الدكتورة وفاء شعراني، خلال استضافة نادي “قاف” للكاتب الياس خوري، في مركز رشيد كرامي الثقافي ( قصر نوفل).
  • نادي “قاف” للكتاب يستضيف الروائي الياس خوري

    نادي “قاف” للكتاب يستضيف الروائي الياس خوري

    برعاية بلدية طرابلس، وضمن لقاءاته الشهرية، استضاف نادي “قاف” للكتاب، بالتعاون مع اللجنة الثقافية في بلدية طرابلس،  الصحفي والروائي الياس خوري في لقاء حول مسيرته الأدبية، لا سيما روايته “باب الشمس”، أدارته أستاذة الفلسفة السابقة في الجامعة اللبنانية د. وفاء شعراني، وذلك في مركز رشيد كرامي الثقافي- قصر نوفل بطرابلس.

    حضر اللقاء النائب طه ناجي، ممثل النائب أشرف ريفي جميل عيد، ممثل النائب إيهاب مطر يحي حداد، ممثل النائب كريم كبارة الدكتور سامي رضا، ممثل النائب جميل عبود درورين عكر عبود أمينة سر “مشروع وطن الانسان”، السفير السابق الدكتورخالد زيادة، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، العميد الدكتور هاشم الأيوبي، المستشار أحمد درويش ممثل نقابة محرري الصحافة اللبنانية، مسؤولة قطاع المرأة في “تيار العزم” جنان مبيض، رئيسة نادي “قاف” للكتاب الدكتورة عائشة فتحي يكن، وحشد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية.

    بخاش

    بداية كانت كلمة لرئيس اللجنة الثقافية في بلدية طرابلس د.باسم بخاش تطرق خلالها إلى تاريخ مركز رشيد كرامي الثقافي منذ انشائه على يد آل نوفل، الأدوار  التي لعبها في المراحل المختلفة من تاريخ المدينة، ليستقر على دوره الثقافي الحالي، مشيراً الى تغيير اسمه من “قصر نوفل” إلى مركز رشيد كرامي الثقافي اثر استشهاد الرئيس كرامي نهاية ثمانينيات القرن الماضي.

    شعراني

    بعدها، القت الدكتورة شعراني كلمة تطرقت خلالها إلى الخصائص الفنية لـ”الروائي المجنون” كما سمته، عارضة السمات الأساسية لشخصيات روايته، وحضور “القضية المركزية” قضية فلسطين، في مختلف أعماله.

    وتحدثت عن “شخصية سردية” للكاتب، مؤكدة أنها ترتكز على “خاصية سردية على مقدرة ومعرفة يقينية بكيفية الأداء وضبط الرموز المعقدة”.

    وأضافت: “هو شفاف، شاعر كل كلماته قصائد. إنه مسرح عائم على ليالي شهريار. ثم لا تلبث أن تتعظم هذه الهوية السردية لتمتزج بالتجربة الإنسانية، حيث تتشكل في النص علامات عن معنى المعنى وأبي حيان. لا يمكن أن أغفل تأثيره على الفكر العربي الأدبي”.

    وختمت د.شعراني بالقول: “هذا السارد الذي يسرد بجنون، هل بقي على الصراط المستقيم في علاقته بفلسطين؟ من “باب الشمس” إلى “أولاد الغيتو” ماذا تنصح لمن لم يقرأك بعد؟”

    خوري

    بعد إشادته بما تمثل طرابلس من تراث إنساني وتاريخ عريق، أكد خوري أن الهدف الأول للأدب هو المتعة، مؤكداً أنه كان يبحث عن كتابة قصة حب مختلفة عما ألفناه في التراث العربي والعالمي، حيث تنتهي قصص الحب بالفراق، فأراد أن يكتب قصة حب تنتهي باللقاء، خاصة وأن الهدف هو في مكان ما تعبير عن الحب بمعناه العميق، فكانت قصة “يونس” و”نبيلة”، عارضاً تفاصيل أحداث الراوية، ومتوجهاً بالشكر إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان، التي أتاحت له تجميع عناصر الرواية، ومن خلال إدخال عنصر الخيال، استطاع كتابة النص الروائي المتماسك، الذي استطاع أن يخبر فعلاً ماذا حصل عام 1948.

    واستغرب خوري أن “قصص النكبة لا تزال محجوبة، لأن من عايش تلك الحقبة بقي صامتاً أمام هول الكارثة، رغم أن بعض الروائيين الشباب بدؤوا فتح باب الحديث عن تلك المرحلة”.

    ورفض خوري القول إن النكبة حصلت عام 1948، بل هي مستمرة حتى الآن.

    وحيا خوري إصرار الفلسطينيين في المخيمات على الاحتفاظ بالذاكرة من خلال تسمية الأحياء بأسماء القرى الفلسطينية التي هجروا منها، سارداً واقعتين تدلان على تشبث هذا الشعب بأرضه ووطنه.

    ورفض خوري اعتبار الكتابة عن فلسطين “حنيناً إلى الماضي: ففلسطين هي الحاضر، وعندما ندرس النكبة فلا يمكن اعتبارها إلا أنها حاضرة وحادثة الآن، ولكن لا بد للاحتلال أن يزول شأنه شأن كل الاحتلالات الأجنبية التي مرت على هذه الأرض: فالفرنجة مكثوا في بلادنا ما يقرب من قرنين من الزمان، وماذا بقي منهم؟ فإسرائيل هي مشروع مماثل: غزو خارجي بحجة دينية يماثل الغزو الصليبي. وكما انتهى الوجود الصليبي في بلادنا، فإن الوجود الإسرائيلي إلى زوال أيضاً”.

    وروى خوري قصة مفادها أن إحدى السيدات لم تصدق أن شخصيات رواياته متخيلة، بل أصرت على أنها واقعية وأنه يعرفها شخصياً، فما كان منه إلا أن قال: “أشكرك سيدتي، لأنك صدقتِ الكتاب، ولم تصدقي الكاتب”.

    وبعد قراءة اقتباسات من روايات خوري المختلفة، ألقتها عضو نادي “قاف” للكتاب زينب اسماعيل، فُتح باب النقاش والأسئلة التي ركزت على الجوانب الفنية في نتاج الياس خوري، إضافة إلى حضور القضية الفلسطينية في أعماله، وضرورة تعميق هذا الحضور في الوجدان العربي، في الوقت الذي يعمل فيه العدو على ما يمكن تسميته بـ”كي الوعي” لمحو الذاكرة الجماعية العربية.

    ختاماً قدّمت رئيسة نادي “قاف” للكتاب الدكتورة عائشة فتحي يكن دروعاً للروائي خوري، والدكتورة شعراني.

  • نادي “قاف” يستضيف الكاتب السوري”جان دوست”

    نادي “قاف” يستضيف الكاتب السوري”جان دوست”

    ضمن لقاءاته الشهرية، استضاف نادي قاف للكتاب الكاتب السوري المقيم في ألمانيا “جان دوست” لمناقشة روايته “باص أخضر يغادر حلب”، في لقاء أدارته نجاة الشالوحي.

    د. يكن

    بداية، كانت كلمة لرئيسة النادي الدكتورة عائشة فتحي يكن، جاء فيها: “مما لا شك فيه أن الحروب تنتج أدباً خاصاً بها، تطور عبر العصور من ملاحم تمجد الحرب، وتصنع البطولات الوهمية، وترسم الصور الأسطورية للقادة والجيوش، إلى أدب يتأمل في مغزى الحرب وجدواها، مروراً بالثورة الفرنسية وما أعقبها من بروز أفكار جديدة لمفكرين مستنيرين، وصولاً إلى الحربين العالميتين اللتين أنتجتا عدداً هائلاً من كتّاب الأدب والرواية المناهضة للحرب.
    وتابعت: “رغم الاتجاهات والميول السياسية المتنوعة لهؤلاء الكتّاب، يمكننا القول إن الأدب العالمي اليوم أصبح منبراً للتعبير عن آمال ضحايا الحروب وتطلعاتهم في كل مكان. ولم تختلف الحرب في سوريا عن غيرها من الحروب، حيث أنتجت روايات مناهضة ولدت من رحم المعاناة والأهوال ومآسي الناس البسطاء، ومآسي الأمهات الثكالى والآباء المكلومين الذين يدفعون ثمن ما لم تقترفه أيديهم”.

    الشالوحي

    بدورها، لفتت الشالوحي إلى أن رواية “باص أخضر يغادر حلب” تستخدم الأسلوب الواقعي في سرد الأحداث، فيتكلم على لسان “أبو ليلى” السبعيني، الجالس في باص أخضر ينقل المدنيين والمسلحين، فيسترجع الماضي وأحداثه، وتنتهي الرواية لحظة اكتشاف موته، حين طلب منه العسكري إبراز هويته، فتبين أنه قد فارق الحياة، هو الذي كان ينتظر موتاً يتمناه في مدينته التي تموت تحت نظره”.

    دوست

    ثم تحدث الكاتب دوست، مؤكداً أنه يكتب الرواية بوجع، بعد أن حدثت الثورة في سوريا ثم انقلبت إلى حرب طاحنة بين الفرقاء الذين لا يهمهم الإنسان السوري. و”هذا ما دفعني إلى الانتقال نحو الكتابة عن العمق السوري وتحديداً عن الهامش الكردي، فكتبت أربع روايات، لا أنقل فيها من خيالي شيئاً، بل أكتب قصص الناس الذين أستمعت إليهم وأبكي عندما يبكون… وأراهم عياناً وهم يتعرضون للظلم والاضطهاد الكبير”.
    وأكد دوست أنه “كمواطن سوري، رأى ماذا تفعل الحرب بالإنسان قبل الصورة السورية بعشرين عاماً، عندما شارك ضمن قوات الجيش السوري في لبنان”.
    وأشار دوست إلى أنه أحب اللغة العربية منذ طفولته، وهو ككردي ليس بعيداً عن اللغة العربية، ولكنه كان يرفض الكتابة الإبداعية باللغة العربية، ولم يستخدمها سوى متأخراً بعد نشوب الحرب السورية، من خلال رواية “دم على المئذنة”.
    وشدد دوست على أن رواياته حول الحرب، تميزت بالانفعال الكبير الذي لا ينكره، وكان الجو مشحوناً بالدم والقتل ولم يكن أمامه إلا التسجيل والتوثيق للكارثة السورية فقط. وبالتالي فلم ينشغل بالأساليب الروائية وفنون الرواية بل انصب اهتمامه على تسجيل معاناة الإنسان في رواية ربما تنفع في المستقبل لمن يريد أن يبني عليها.

    غمراوي

    ثم تحدثت عضو النادي هناء غمرواي مبدية بعض الملاحظات حول الرواية، أولها سلاسة اللغة وعمق الأسلوب السردي، حيث يمكن ملاحظة الواقعية التي تسود الرواية، وتسرد معاناة شعب كامل، وسيرة مدينة كاملة في العام 2016.

    شعراني

    من جانبها، أكدت الدكتورة وفاء شعراني أن عروقها كانت تنتفض مع قراءة كل كلمة، “ونعرف أننا نعيش الحرب السورية كلبنانيين وكسوريين، ولم تفارقنا كل مناظر الفظائع والعنف المفرط”.
    ولفتت إلى أن قراءة الأعمال المتعلقة بالحرب “وكأنني أمشي من طرابلس إلى حلب، مبدية الإعجاب ببنية الرواية التي تتضمن “ورة داخل صورة”، وكأنها خارجة من عفوية الكاتب في ملاحقه لشخصياتها. ومن اللافت استعمال اللجهة العامية، والمرور بالمواويل والموروث الشعبي الحلبي، إلى جانب اللغة العربية الفصحى”.
    وعبرت د.شعراني عن استغرابها كيف تجاهلت القومية العربية الكرد والأمازيغ، “ولكن الكاتب تجاوز هذه القضية”، مبدية إعجابها بالأسئلة التي طرحتها الرواية، بداية بجدوى الحرب، على لسان “أبي ليلى”، والأسئلة التي تكثفت في الفصلين الخامس والسادس لتنتهي بطريقة سريالية موجعة.
    كماعبرت د.شعراني عن رغبتها لو طالت الرواية ووصف بشكل أدق مدينة حلب، آملة أن يحصل ذلك في رواية أخرى ربما.
    وأكدت أن النهاية السريالية لـ”أبي ليلى”، والدفق المستمر من الحب في قلبه، قضت عليه الحرب.

    مداخلات

    وكانت مداخلات عدة لأعضاء النادي ركزت على الأسلوب الأدبي للرواية، ودقتها في سرد يوميات الحرب ودقائقها وتفاصيلها، وقدرة الشخصيات على تجسيد أفكار الكاتب وانطباعاته حول هذه الحرب التي لم تنته فصولاً بعد.

  • المرتضى اطلع من د. عائشة يكن على نشاطات “نادي قاف للكتاب”

    المرتضى اطلع من د. عائشة يكن على نشاطات “نادي قاف للكتاب”

    استقبل وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، في مكتبه، في قصر الصنائع، رئيسة “نادي قاف للكتاب“ الدكتورة عائشة يكن، ترافقها مديرة النادي الدكتورة غادة صبيح وعضو الهيئة الاستشارية زينب اسماعيل. واطلع المرتضى من يكن والحضور على أنشطة النادي الثقافية التي تشمل استضافة أهم الكتاب والروائيين في لبنان والعالم العربي وإقامة الأمسيات الشعرية والندوات الثقافية وإطلاق مشروع المكتبات الصغيرة في الأماكن العامة، والتمني على الوزير رعاية احتفالية السنة الخامسة على تأسيس النادي. وأثنى المرتضى على “إنجازات النادي وصموده أمام كل التحديات”، مرحباً برعاية الاحتفالية التي ستقام في الثالث من آذار المقبل في طرابلس“.

  • نادي”قاف” يناقش رواية “أزهار الموت” للكاتب الشاب فايز غازي

    نادي”قاف” يناقش رواية “أزهار الموت” للكاتب الشاب فايز غازي

    ضمن لقاءاته الشهرية، ناقش نادي “قاف” للكتاب رواية “أزهار الموت” للكاتب فايز غازي، وذلك خلال جلسة عقدها عبر تطبيق “زوم”، وأدارتها د.غادة صبيح.

    يكن
    بداية، كانت كلمة لرئيسة نادي “قاف” للكتاب د. عائشة يكن رحبت خلالها بأعضاء النادي، مهنئة بالعام الجديد، وقالت: “رغم كل الأزمات التي عصفت بلبنان ولا تزال، إلا أننا استطعنا أن نعقد خلال هذا العام 12 جلسة مناقشة مع كبار الروائيين والكتاب من لبنان والأردن وفلسطين واليمن وتونس والكويت، حضوريا وعبر “زوم.”
    إضافة إلى القيام بالعديد من الأنشطة الثقافية أبرزها احتفالية مرور 50 عاماً على استشهاد غسان كنفاني بالتعاون مع مؤسسة غسان كنفاني الثقافية وعدد من الأمسيات الشعرية واللقاءات الشبابية وافتتاح مكتبات صغيرة في بعض المراكز والأماكن العامة.”
    وأضافت: “برنامجنا للعام 2023 حافل بالروائيين والكتاب البارزين من لبنان والعالم العربي، وسوف نعلن عنه قريبا ان شاء الله ويمكنكم مواكبتَنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
    مع “أزهار الموت” للكاتب فايز غازي، نختتم عامنا الخامس على أمل أن يزهر عامنا الجديد بأزهار الحب والحياة. “

    صبيح
    بعدها، افتتحت الدكتورة صبيح الجلسة معرفة بالمسيرة الأدبية للكاتب، ومسلطة الضوء على بعض جوانب الرواية وإشكالياتها، لا سيما طريقة تقديم الأنثى فيها.
    وقالت: ” رغم النقلة النوعية التي حققها غازي بين روايتيه الأولى والثانية، إلا أن عنوان “أزهار الموت” يبدو صادماً. ويضع المتلقي أمام أحداث الرواية بشكل شامل، حيث يروي لنا القاتل لماذا ارتكب جريمته. “
    وأضافت: “يمكن قراءة الرواية على مستويات عدة: فالقراءة الأولى هي القراءة التشويقية التي نجح فيها الكاتب بشكل كبير. أما القراءة الثانية فتنطوي على نقد اجتماعي قاس تطرق خلاله إلى “المحرمات” بكل جرأة: بدءاً من رجال الدين والسلطة، مروراً بالتعذيب، وصولاً إلى الخيانة… الموجودة في مجتمع “عربستان”، التي قد توحي بأنها محصورة في المجتمع العربي، ولكنها تعبرعن الإنسانية ككل”.
    وأردفت: “أما جمال الرواية فيتجسد في البعد الفلسفي، والأسئلة التي تفرضها على المتلقي: فهل من المفترض أن يقوم المرء بجريمة كي تستمر الحياة؟ وهل هذا القتل يحولنا من شياطين إلى ملائكة؟”
    وأشارت صبيح إلى المواقف “المقززة” التي تضمنتها الرواية، والتي كان الكاتب ربما يرمي من خلالها إلى تنفير القارئ من عمليات القتل والاغتصاب، ولكنها كانت قاسية جداً، ملاحظة جرأة الكاتب في تقديم رجل الدين والعلاقة المتبادلة بين السلطة والدين…
    واستغربت د.صبيح “النقمة” التي يظهرها الكاتب على المرأة، متمنية لو قدمت الأنثى بجوانب أخرى بعيداً عن القسوة والألم.

    بطي
    أما الكاتب سليم بطي، فقد أكد أن الكاتب استفاد من النقد الذي وجه إليه في الرواية الأولى، بما أدى إلى كتابته رواية قدمت الكاتب بالشكل المطلوب.
    وأشار بطي إلى “الزخم الواضح للـ”ثيمات” في الرواية، ومن أبرزها “ثيمة” العدالة المفقودة التي نقنع أنفسنا بوجودها، رغم كونها سراباً.
    ولفت بطي إلى أن “فارس” وهو محور الرواية، هو صورة مصغرة عن ماكينة صناعة الطغاة، التي تزرع فكرة الانتقال المبرر وغير المبرر، وتعمد إلى تزييف الحقائق واللعب على أوتار الدين لاكتساب شرعية معينة.”
    واَضاف:” هوشخص سحبت منها كل وسائل الحياة، وربما كانت شخصيته تذكر بآخر رؤساء الاتحاد السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف، السياسي المحنك الذي غير خارطة العالم السياسية. ورغم ذلك يبدو منزعجاً من الضوء الذي يذكره بالمعتقل. وهذا ما يؤكد ضعف شخصية الطاغية التي تضطره إلى “اصطناع القوة” لتغطية ضعفه”.
    وأشار بطي إلى أن الرواية سردية، ما عرضها لبعض النقد، ولكن هذه النوعية من الروايات ليست مطالبة بتقديم شخصيات “ثلاثية الأبعاد”، كونها رواية حدث بالدرجة الأولى.”
    ولاحظ بطي أن حوار السجان والسجين يتضمن إسقاطاً سياسياً واجتماعياً، حيث إن السجان يمثل كل ما يمثل “سجناً” للإنسان، من عادات وتقاليد وموروثات دينية وسياسية واجتماعية، الأمر الذي يجعل هذا الحوار أشبه بالحوار مع الذات.”
    في المقابل، أشار بطي إلى أمر سلبي الرواية، أولها لقاء الابن بالأب، الذي يمثل صراع الخير والشر، وقد تم تقديمه بشكل تقليدي.
    وختم بطي بالقول: “الرواية تتضمن صوتاً قلقاً، الشخصيات تعاني خوفاً م أن تكون ضحية يوماً ما. وهي تظهر الحس النقدي أكثر من وجود الكاتب ككاتب.”
    وأشار بطي إلى “النقمة التي يبطنها الكاتب للحقبة العثمانية، وهذا ما يظهر من خلال استعمال مصطلحات “الآغا” و”الباشا”…لافتاً إلى أن “عربستان” رغم غيابها عن الخارطة، إلا أنها موجودة على مستوى السلوك والسلطة في كل دولة قمعية على مستوى العالم ككل.

    كما لاحظت المداخلات رمزية الأزهار في الرواية، التي تشير إلى كل ما هو ضعيف وهش، وسهل القتل.

    بالي
    من جهتها، اعتبرت الكاتبة ريما بالي أن “الرواية تبد بوليسية في البداية، ولكنها سرعان ما تبد حافلة بالإسقاطات التي يمكن إلباسها لأي بلد من البلدان الاستبدادية، خاصة على مستوى مصادر قوة السلطة، وقدرتها على “تجديد” نفسها. “
    ولاحظت بالي أن “إياد” و”فارس” هما “برغيان في آلة واحدة: حيث إن إياد هو ضابط في أحد السجون، وفارس هو عضو في جهاز مخابرات، وبالتالي فالإثنان ينفذان أوامر لسلطة واحدة.”
    أما “إبراهيم”، فهو من حبك الخيوط ووصل إلى الانتصار في النهاية، ما يؤشر إلى دوره الخفي في قتل العائلة بكاملها. وهذا ما يمثل مفاجأة جميلة في الرواية.
    أما النقطة المحورية في الرواية برأي بالي، فهي “صحوة” فارس وقراره بالانتقام لـ”همسة”، مستغربة “حشر” شخصية عابد في الرواية، متمنية لو تم إدخالها بشكل أكثر إتقاناً في سياق الأحداث.
    وأثنت بالي على رسم الكاتب شخصيات نسائية واعية ومثقفة، وتقديمه نماذج إيجابية عن المرأة، مستغربة البطولات “السوبرمانية” في شخصية فارس.

    شعراني
    وفي مداخلتها، اعتبرت أستاذة الفلسفة السابقة في الجامعة اللبنانية د.وفاء شعراني أنه ليس من الضروري إعطاء بطاقة هوية للرواية، ورغم محاولته الكتابة عن تجربة خاصة، إلا أن الرواية عبرت عن تجربة عامة وشاملة انطلاقاً من أن مسرحها هو “عربستان”، التي تمثل جميع دول الاستبداد حول العالم”.
    وأشارت د.شعراني إلى أن بنية الرواية قائمة على الحوار الطويل، ولكن الكاتب “أنقذ نفسه من طغيان الحوار عبر الكتلة الوصفية التي تضمنتها الرواية”، موجهة جملة من الأسئلة: لماذا بنيت الرواية على “الموقف الحلاجي” إن صح التعبير، وليس على الثورة؟ متى تكون الثورة على الطغيان مجدية؟
    وخلصت د.شعراني إلى أنه “ربما على الأجيال القديمة أن تتنبه إلى أن مفهوم الثورة قد تغير.”



  • نادي “قاف” للكتاب يناقش رواية “عائد الى حيفا” لغسان كنفاني

    نادي “قاف” للكتاب يناقش رواية “عائد الى حيفا” لغسان كنفاني

    في إطار لقاءاته الشهرية، ناقش نادي “قاف” للكتاب رواية “عائد الى حيفا” للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، وذلك في لقاء عبر تطبيق “زوم” أدارته عضو النادي صفا شريف.

    بداية كانت كلمة لرئيسة نادي “قاف” للكتاب الدكتورة عائشة يكن نوهت فيها بأدب كنفاني، وضرورة العودة له خاصة في الظروف التي تشهدها منطقتنا العربية.
    وقالت: “أود أن أحيي الشعب الفلسطيني الصامد في ما تبقى من أرضه رَغم الاضطهاد الذي يتعرض له كل يوم على مرأى ومسمع من العالم العربي والدولي. ولا ينحصر هذا الاضطهاد في الأراضي المحتلة بل يتجاوزه إلى اللاجئين قسرا في المخيمات الفلسطينية والمجردين من أبسط حقوقهم الإنسانية والمدنية.
    وتابعت د.يكن تقول: “وإذا كنا ندّعي أن غسان كنفاني حيّ فينا، فإنني أدعو الجميع إلى الإطلاع على أوضاع المخيمات الفلسطينية وإطلاق حملة تضامن بالصوت والصورة والقلم عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي.
    واضافت: “بالعودة إلى حيفا وإلى غسان كنفاني سأترك الكلام وإدارة النقاش لزميلتنا القارئة والباحثة في الأدب طالبة الدكتوراه صفا شريف التي تحضّر أطروحتَها حول لغة الحوار بين غسان كنفاني وابراهيم نصر الله”
    بعدها، كانت كلمة لشريف أشارت خلالها الى “كثرة المؤلفات والكتابات حول غسان كنفاني ونتاجه الأدبي الوفير الذي يعد كنزا ثمينا ، كما شكل نقلة نوعية في الأدب الفلسطيني حيث أخرجه إلى العالم ورسّخ لأدب المقاومة من خلال دراسته الشهيرة: ( أدب المقاومة في فلسطين المحتلة.”

    ولاحظت شريف ان كنفاني “قدم شخصياته تقديما مميزا، مرة كان السارد أي الراوي ومرة يدع الشخصيات تُعبر عن نفسها بالحوار تارة وبالمونولوج تارة أخرى، فتُفصح عن مكامنها وشعورها وأفكارها وهواجسها..لها مطلق الحرية في التعبير. لكل شخصية دور ووظيفة،
    كلها، وضمنها رسائل مهمة.”

    وأشارت شريف الى ان الرواية “تتوزع على حركتين:
    من الداخل إلى الخارج من الخارج إلى الداخل
    ..مثّل سعيد وزوجته ( الفلسطينيين كافة) الحركة الأولى
    مثّل افرات كوشن وزوجته ميريام ( اايهود) الحركة الثانية
    الحركة الأولى سُميت تهجيرا قسريا وهي غير إرادية
    والحركة الثانية هجرة شرعية وهي إرادية
    وبينهما فرق كبير…تهجّر سعيد وصفية من فلسطين ..من منزل ووطن إلى غرفة داخل مدرسة ..
    في حين هاجر إيفرات ومريام من المنفى من اللاوطن إلى فلسطين لتصبح وطنهم …منزل مستقر وإضافة له طفل رضيع للتبني..
    .في الحركة الأولى حزن وفي الثانية فرح.
    في الأولى ذرف للدموع بحرقة وعجز
    في الثانية ذرف لدموع الفرح ..خاصة عندما كان سبتا يهوديا حقيقيا، لم يعد هناك جمعة حقيقية أو أحد حقيقي.”
    وختمت بالقول: “…بين الحركة الأولى والحركة الثانية هناك سكون، صمت تام من قبل العالم.
    لم يذكر كنفاني أي حركة تذكر سوى قوله لصفية: (أنت تعرفين كم سألنا وكم حققنا، وتعرفين قصص الصليب الأحمر ورجال الهدنة والأصدقاء الأجانب الذين بعثناهم إلى هناك) وضعهم كنفاني بخانة واحدة :” رجال الهدنة والصليب الأحمر ورجال الهدنة” الهدنة؟ ولمَ هي؟ أليرتاح الفلسطينيون؟ أم ليتم السيطرة عليهم؟
    وفي هذا تلتقى هذه الرواية مع رواية ابراهيم نصر الله ” زمن الخيول البيضاء” في محاوله منه لشرح ماحدث بالتفصيل ..النكبة ومابعدها وكيف تم تسليم فلسطين .
    وفي مداخلته، أكد الكاتب الأردني أسيد الحوتري على أن “الرواية إنسانية بجدارة، حيث انحاز كنفاني إلى الإنسان المظلوم بغض النظر عن دينه أو عرقه. انحاز كنفاني للفلسطينيين الذين سُرق منهم وطنهم وبيوتهم وأراضيهم حتى أولادهم”، مشدداً على أنها “تأتي في سياق المؤامرة الكونية الكبرى على فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني. المؤامرة العالمية الموثقة رسميا في الأمم المتحدة.”
    ورأى الحوتري أنه “قد يكون العنوان الأدق للرواية (إعادة إلى حيفا) لأن بوابة (مندل باوم) فتحت من جهتها الغربية، من طرف الكيان الصهيوني. مع ذلك فعنوان (عائد إلى حيفا) تبقى أمل ورجاء ونبوءة الأديب الشهيد غسان كنفاني رحمه الله والتي ستتحقق عاجلا أم آجلا بسواعد جنود الحق بإذن الله.”

    كما كانت مداخلات حللت شخصيات الرواية وتفاصيلها، مشيرة إلى التشابه الوثيق بينها وبين رواية “زمن الخيول البيضاء” للكاتب ابراهيم نصر الله.
    كما شددت المداخلات على البعد الثوري في الرواية، وضرورة حمل السلاح لاسترجاع الأرض والحقوق، مشيرة إلى الرؤية الاستشرافية التي كان يتمتع بها الكاتب خصوصاً في رفضه منطق المفاوضات وسيلة للتعامل مع العدو.
    كما تطرقت بعض المداخلات الى رمزية أسماء وشخصيات الرواية، المشتقة بأغلبها من الخلود (خالد، خلود، خلدون)، في إشارة الى خلود القضية الفلسطينية وضرورة بقائها حياة قي الوجدان العربي.

    ورأت مداخلات أخرى في العنوان نفسه انفتاحاً على مختلف الاحتمالات: فكل منا يمكن أن يكون “عائداً الى حيفا” بشكل او بآخر، وبالتالي فالارتباط بالأرض والوطن والقضية ليس محصوراً بشخص بطل الرواية.

  • مكتبة جديدة لنادي “قاف” في دارة طرابلس الخيرية

    مكتبة جديدة لنادي “قاف” في دارة طرابلس الخيرية

    في إطار مشروع المكتبات الصغيرة، افتتح نادي “قاف” للكتاب مكتبة في “دارة طرابلس الخيرية”.

    وقد أشادت مسؤولة دارة طرابلس الخيرية لارا الرفاعي بهذه المبادرة التي تشجع على القراءة بين نزلاء الدارة، وتعيد للكتاب مكانته في عصر التكنولوجيا.

    من جانبها، شددت عضو نادي “قاف” روزانا السيد على أهمية القراءة وتعميم ثقافة الكتاب، مبدية استعداد النادي للمزيد من الخطوات المماثلة بما يسهم في تقوية العلاقة بين القراء والكتاب.

  • نادي قاف للكتاب يُحيي الذكرى الـ 50 لاستشهاد الكاتب غسان كنفاني بالتعاون مع “مؤسسة غسان كنفاني الثقافية”

    نادي قاف للكتاب يُحيي الذكرى الـ 50 لاستشهاد الكاتب غسان كنفاني بالتعاون مع “مؤسسة غسان كنفاني الثقافية”

    ليلى دندشي

    أقامت مؤسسة غسان كنفاني الثقافية ونادي قاف للكتاب لقاء حول عوالم غسان كنفاني بمناسبة ذكرى خمسين سنة على استشهاده مع ابنة أخته لميس نجم .

    وحضر اللقاء الذي أقيم في قاعة المحاضرات في الرابطة الثقافية بطرابلس، محمد كمال زيادة ممثلا النائب اللواء أشرف ريفي، الدكتور سامي رضا ممثلا النائب كريم كبارة، حاتم نصوح ممثلا النائب إيهاب مطر، ليلى غسان كنفاني، رئيسة نادي قاف للكتاب الدكتورة عائشة يكن، رئيس الرابطة الثقافية رامز فري، جنان مبيض ممثلة قطاع المرأة في تيار العزم، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، العميد الدكتور هاشم الأيوبي رئيس مركز صلاح الدين للثقافة والإنماء، العميد أحمد العلمي منسق لقاء الأحد الثقافي، رئيس بلدية بخعون السابق زياد جمال، وهيئات نسائية وتربوية وأدباء وشعراء ومهتمين.

    صبيح

    في الافتتاح النشيد الوطني اللبناني وقدمت للقاء الدكتورة غادة صبيح بكلمة قالت فيها: نجتمع اليوم في مناسبة لا تزال رغم انقضاء نصف قرن من الزمان، حية فينا، شرارة تأبى أن تنطفئ ومصدرا للإلهام ودافعا للالتزام بالقضية، لم تخطئ رئيسة وزراء الكيان الصهيوني غولدا مائير حين قالت عند اغتيال غسان كنفاني: ” اليوم تخلصنا من لواء فكري مسلح، فغسان بقلمه كان يشكل خطرا على إسرائيل أكثر مما يشكله ألف فدائي مسلّح.

    أضافت: هذا الشغف للكلمة وللقلم وللكتاب كان منبع وأساس انطلاق “نادي قاف” للكتاب الذي يتشرف اليوم بمشاركة مؤسسة غسان كنفاني الثقافية بإحياء ذكرى غسان كنفاني وإرثه ضمن فعاليات الخمسين عاما على استشهاده مع ابنة أخته لميس نجم.

    زيادة

    ثم تحدث مدير فرع بيروت للمركز العربي للأبحاث والدراسات السفير السابق الدكتور خالد زيادة فتوقف عند مرحلة طفولته التي تعرف خلالها على الشاعر غسان كنفاني الذي كان يزور من وقت إلى آخر طرابلس ويلتقي شقيقه المرحوم معن زيادة ليدور بينهما حديث مطول حول النضالات التي كانت تخوضها الشعوب العربية ضد الكيان الإسرائيلي لاسيما من قبل القيادات والأحزاب السياسية وفي مقدمها حركة القوميين العرب إلى جانب الصحف والمجلات الصادرة آنذاك وبينها جريدة الحرية الناطقة باسم الحركة ويقوم عدد من الشبان العرب بتحرير موادها والإشراف على إصدارها، وبينهم محسن إبراهيم وأحد كتّابها غسان كنفاني ويوقّع مقالاته بحرفي غ.ك.

    وتابع: غسان كنفاني هو جزء من ثقافتي الفكرية والسياسية سواء عبر المجلات وكذلك الكتب التي كان يصدرها انطلاقا من عام 1961 التي أصدر خلالها كتابه الأول المجموعة القصصية.

    وقال: بيروت كانت بالنسبة لغسان كنفاني النافذة التي أطل منها بعد أن نشأ في دمشق ثم في الكويت، وبيروت في الستينات كانت أمرا مختلفا عن بقية العواصم العربية، وكل نتاج كاتبنا قد تحقق وكُتب في بيروت ونشر بصورة خاصة في دار الطليعة، وحينها كان كنفاني يمثل بالنسبة لنا ظاهرة وشخصية مميزة وموهوبة ورساما وروائيا إضافة إلى كونه مناضلا فإنه لم يتوقف لحظة واحدة عن النضال، ويكفي ان نعرف أن فترة عطائه كانت في أوجها خلال ستينات القرن الماضي لندرك مدى أهمية نضاله الذي امتزج بأدب وفكر والتزام ثقافي وواظب على متابعة هذه الشؤون بمجملها لينتقل من ثم من جريدة الحرية إلى جريدة المحرر لكي يتمكن من تأمين معيشته سيما وأن كتّاب جريدة الحرية آنذاك كانوا من المتطوعين.

    رطل

    ثم تحدث المخرج المسرحي جان رطل عن أحد أعمال غسان كنفاني غير المعروفة كثيرا وهي مسرحية إذاعية بعنوان “جسر إلى الأبد” والتي أصدرها في العام 1965 وهي مسرحية إذاعية من عشر حلقات وخاتمة لكنها لم تُنشر من قبل حيث ظهرت طبعتها الأولى في العام 2013 عن مؤسسة غسان كنفاني الثقافية .

    نصر الله

    ثم تحدث الكاتب والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” عام 2018 وله 15 ديوانا شعريا و22 رواية من ضمنها مشروعه الروائي “الملهاة الفلسطينية” ومشروع” الشرفات” وفي عام 2020 فاز بجائزة كتارا للرواية العربية للمرة الثانية عن روايته :ثلاثية الأجراس:”دبابة تحت شجرة عيد الميلاد” ليكون أول كاتب عربي يفوز بهذه الجائزة مرتين عن الفئة الكبرى.

    وقرأ نصر الله مجموعة من قصائده التي أهداها إلى غسان كنفاني، من بينها ( أحس اننا عابرون، أمي في حديثي عنها، قصيدتهم، ناجون، أريد دولة، دمهم، العابر).

    ثم ألقت مقدمة اللقاء الدكتورة غادة صبيح كلمة للكاتبة الدكتورة وفاء الشعراني واختتم اللقاء بتقديم رئيسة نادي قاف للكتاب الدكتورة عائشة يكن دروع تكريمية للمتحدثين .

    المصدر: ناشطون

  • “قراءات في شعر غسان كنفاني” في الذكرى الخمسين لاستشهاده

    “قراءات في شعر غسان كنفاني” في الذكرى الخمسين لاستشهاده

    إحياء للذكرى الخمسين لاستشهاد الكاتب غسان كنفاني وابنة أخته لميس نجم، تنظم “مؤسسة غسان كنفاني الثقافية” بالشراكة مع نادي “قاف للكتاب” لقاء خاصاً حول “عوالم غسان كنفاني”، يتحدث فيه السفير السابق د.خالد زيادة، د.غادة صبيح، المخرج جان رطل. كما يشارك الكاتب ابراهيم نصر الله في “قراءات شعرية إلى روح غسان كنفاني”، وذلك عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم السبت 12 تشرين الثاني المقبل، في قاعة المؤتمرات التابعة للرابطة الثقافية في طرابلس.

  • اللقاء الشهري لنادي قاف للكتاب مع الكاتب اللبناني الشاب “عدي لزية” وروايته “بكاء تسلا الأخير”

    اللقاء الشهري لنادي قاف للكتاب مع الكاتب اللبناني الشاب “عدي لزية” وروايته “بكاء تسلا الأخير”

    بعيدا عن اللقاءات الافتراضية عبر منصة زووم كما اعتاد النادي ولفترة طويلة منذ جائحة كورونا التقى بعض أفراد النادي بالكاتب الشاب في قهوة “نخلة التنين” بالميناء، حيث حاورته الدكتورة غادة صبيح. بشغف، استمع الحاضرون إلى حكاية الكاتب مع “نيكولا تسلا” بطل روايته التي يمكن ادراجها تحت مصنف الخيال العلمي.

    خيال، عمل “عدي لزية” جاهدا على بنائه ومدّه بالمعلومات الدقيقة عن طريق جمعه  لكل ما له علاقة بتفاصيل حياة نيكولا لدرجة التأثر به حتى بالسلوك الشخصي “تأثرت به حتى بالنظام الغذائي ابتعدت لا شعوريا عن تناول اللحوم كونه كان نباتيا”، أضف إلى كونه لازمه طيلة ثلاث سنوات وهي الفترة التي قضاها بالبحث والكتابة.

    في رحلة عبر الزمن، استحضر الكاتب المخترع العبقري نيكولا تسلا إلى لبنان وذلك في لحظة مفصلية هي تاريخ اندلاع شرارة ثورة ١٧ تشرين في ساحة الشهداء ببيروت حيث كان اللقاء.

    في محاولة لإيجاد حل لمشكلة الكهرباء في لبنان، دار اللقاء بين بطلي الرواية “أدهم” مهندس الكهرباء اللبناني وتسلا القادم من الزمن الجميل، مرورا بمشكلات لبنان الاقتصادية والسياسية بالتوازي مع أحداث عالمية.

    كبطل روايته اعتمد “عدي لزية” السفر عبر الزمن والأماكن في محاولة للإشارة إلى “خديعة كبرى” تسيّر العالم.
    يذكر أن للكاتب محاولة أولى بكتابة القصص القصيرة “في رثاء الضوء” والذي يؤكد على علاقة فريدة بين النور بكل أبعاده وبين الكاتب.


الروائي اليمني
الدكتور حبيب عبد الرب سروري
ضيف نادي قاف للكتاب
في لقاء حواري حول مسيرته الروائية
يتضمن مناقشة روايته « حفید سندباد »
تدير اللقاء أ . نجاة الشالوحي
الزمان : السبت 26 شباط / فبراير 2022 الساعة 7 مساء بتوقيت بيروت ( 2+ GMT )
وذلك عبر تطبيق zoom Meeting
ID : 964 610 8897
Passcode : 464811
تسعدنا مشاركتكم