نادي “قاف” للكتاب يناقش رواية “عائد الى حيفا” لغسان كنفاني

في إطار لقاءاته الشهرية، ناقش نادي “قاف” للكتاب رواية “عائد الى حيفا” للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، وذلك في لقاء عبر تطبيق “زوم” أدارته عضو النادي صفا شريف.
بداية كانت كلمة لرئيسة نادي “قاف” للكتاب الدكتورة عائشة يكن نوهت فيها بأدب كنفاني، وضرورة العودة له خاصة في الظروف التي تشهدها منطقتنا العربية.
وقالت: “أود أن أحيي الشعب الفلسطيني الصامد في ما تبقى من أرضه رَغم الاضطهاد الذي يتعرض له كل يوم على مرأى ومسمع من العالم العربي والدولي. ولا ينحصر هذا الاضطهاد في الأراضي المحتلة بل يتجاوزه إلى اللاجئين قسرا في المخيمات الفلسطينية والمجردين من أبسط حقوقهم الإنسانية والمدنية.
وتابعت د.يكن تقول: “وإذا كنا ندّعي أن غسان كنفاني حيّ فينا، فإنني أدعو الجميع إلى الإطلاع على أوضاع المخيمات الفلسطينية وإطلاق حملة تضامن بالصوت والصورة والقلم عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي.
واضافت: “بالعودة إلى حيفا وإلى غسان كنفاني سأترك الكلام وإدارة النقاش لزميلتنا القارئة والباحثة في الأدب طالبة الدكتوراه صفا شريف التي تحضّر أطروحتَها حول لغة الحوار بين غسان كنفاني وابراهيم نصر الله”
بعدها، كانت كلمة لشريف أشارت خلالها الى “كثرة المؤلفات والكتابات حول غسان كنفاني ونتاجه الأدبي الوفير الذي يعد كنزا ثمينا ، كما شكل نقلة نوعية في الأدب الفلسطيني حيث أخرجه إلى العالم ورسّخ لأدب المقاومة من خلال دراسته الشهيرة: ( أدب المقاومة في فلسطين المحتلة.”
ولاحظت شريف ان كنفاني “قدم شخصياته تقديما مميزا، مرة كان السارد أي الراوي ومرة يدع الشخصيات تُعبر عن نفسها بالحوار تارة وبالمونولوج تارة أخرى، فتُفصح عن مكامنها وشعورها وأفكارها وهواجسها..لها مطلق الحرية في التعبير. لكل شخصية دور ووظيفة،
كلها، وضمنها رسائل مهمة.”
وأشارت شريف الى ان الرواية “تتوزع على حركتين:
من الداخل إلى الخارج من الخارج إلى الداخل
..مثّل سعيد وزوجته ( الفلسطينيين كافة) الحركة الأولى
مثّل افرات كوشن وزوجته ميريام ( اايهود) الحركة الثانية
الحركة الأولى سُميت تهجيرا قسريا وهي غير إرادية
والحركة الثانية هجرة شرعية وهي إرادية
وبينهما فرق كبير…تهجّر سعيد وصفية من فلسطين ..من منزل ووطن إلى غرفة داخل مدرسة ..
في حين هاجر إيفرات ومريام من المنفى من اللاوطن إلى فلسطين لتصبح وطنهم …منزل مستقر وإضافة له طفل رضيع للتبني..
.في الحركة الأولى حزن وفي الثانية فرح.
في الأولى ذرف للدموع بحرقة وعجز
في الثانية ذرف لدموع الفرح ..خاصة عندما كان سبتا يهوديا حقيقيا، لم يعد هناك جمعة حقيقية أو أحد حقيقي.”
وختمت بالقول: “…بين الحركة الأولى والحركة الثانية هناك سكون، صمت تام من قبل العالم.
لم يذكر كنفاني أي حركة تذكر سوى قوله لصفية: (أنت تعرفين كم سألنا وكم حققنا، وتعرفين قصص الصليب الأحمر ورجال الهدنة والأصدقاء الأجانب الذين بعثناهم إلى هناك) وضعهم كنفاني بخانة واحدة :” رجال الهدنة والصليب الأحمر ورجال الهدنة” الهدنة؟ ولمَ هي؟ أليرتاح الفلسطينيون؟ أم ليتم السيطرة عليهم؟
وفي هذا تلتقى هذه الرواية مع رواية ابراهيم نصر الله ” زمن الخيول البيضاء” في محاوله منه لشرح ماحدث بالتفصيل ..النكبة ومابعدها وكيف تم تسليم فلسطين .
وفي مداخلته، أكد الكاتب الأردني أسيد الحوتري على أن “الرواية إنسانية بجدارة، حيث انحاز كنفاني إلى الإنسان المظلوم بغض النظر عن دينه أو عرقه. انحاز كنفاني للفلسطينيين الذين سُرق منهم وطنهم وبيوتهم وأراضيهم حتى أولادهم”، مشدداً على أنها “تأتي في سياق المؤامرة الكونية الكبرى على فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني. المؤامرة العالمية الموثقة رسميا في الأمم المتحدة.”
ورأى الحوتري أنه “قد يكون العنوان الأدق للرواية (إعادة إلى حيفا) لأن بوابة (مندل باوم) فتحت من جهتها الغربية، من طرف الكيان الصهيوني. مع ذلك فعنوان (عائد إلى حيفا) تبقى أمل ورجاء ونبوءة الأديب الشهيد غسان كنفاني رحمه الله والتي ستتحقق عاجلا أم آجلا بسواعد جنود الحق بإذن الله.”
كما كانت مداخلات حللت شخصيات الرواية وتفاصيلها، مشيرة إلى التشابه الوثيق بينها وبين رواية “زمن الخيول البيضاء” للكاتب ابراهيم نصر الله.
كما شددت المداخلات على البعد الثوري في الرواية، وضرورة حمل السلاح لاسترجاع الأرض والحقوق، مشيرة إلى الرؤية الاستشرافية التي كان يتمتع بها الكاتب خصوصاً في رفضه منطق المفاوضات وسيلة للتعامل مع العدو.
كما تطرقت بعض المداخلات الى رمزية أسماء وشخصيات الرواية، المشتقة بأغلبها من الخلود (خالد، خلود، خلدون)، في إشارة الى خلود القضية الفلسطينية وضرورة بقائها حياة قي الوجدان العربي.
ورأت مداخلات أخرى في العنوان نفسه انفتاحاً على مختلف الاحتمالات: فكل منا يمكن أن يكون “عائداً الى حيفا” بشكل او بآخر، وبالتالي فالارتباط بالأرض والوطن والقضية ليس محصوراً بشخص بطل الرواية.