نادي “قاف” للكتاب يترك بصمة مميزة في معرض الكتاب بطرابلس … القراءة للجميع

ربما كانت المشاركة في معرض الكتاب في الأيام العصيبة التي يمر بها اللبنانيون مجازفة في حد ذاتها، وسباحة عكس التيار في ظل سيطرة هموم وأولويات مختلفة تماماً عن الثقافة. ولكن، من قال إن غذاء الجسد يغني عن غذاء الروح؟ ومن زعم أن دواء الفكر أقل أهمية من العقاقير الطبية؟
ولعل من أهم ما طبع المعرض لهذا العام، مشاركة نادي “قاف” للكتاب، بشكل أتاح الكتاب لجميع الطبقات الاجتماعية في مبادرة ثقافية اجتماعية منطلقة من صميم المجتمع. حول مشاركة النادي، وأجواء المعرض عموماً، كانت هذه الجولة السريعة لـ”حدث أونلاين”، ليعود بالتقرير التالي:
د.يكن
في حوار مع “حدث أونلاين”، رأت رئيسة نادي “قاف” للكتاب د.عائشة يكن أن مشاركة النادي في المعرض “تأتي ضمن أولويات النادي الذي يعتبر نفسه محضنا للثقافة والأدب وملتقى للأدباء والشعراء والقراء من لبنان والخارج، إضافة لكونها دعما لهذا الحدث الثقافي الأبرز في طرابلس، حيث يصر رئيس الرابطة الثقافية الاستاذ رامز الفري بتصميم وعزيمة كبيرين على تحدي كل المعوقات والمحافظة على هذا العرف السنوي.”
ونوهت د.يكن بالجهود التي يبذلها الفري للحفاظ على ما أمكن من الحراك الثقافي في طرابلس، من خلال دعمه مستوى معيناً من الأنشطة الثقافية المواكبة للمعرض، مشيدة بالإقبال الذي شهده المعرض من مختلف الشرائح الاجتماعية.
وعن مبادرة نادي قاف لتشجيع القراءة، أثنت د.يكن على جهود أعضاء النادي الذين عملوا كخلية نحل خلال أيام المعرض، وساهموا في استعادة ألق الكتاب وسط “هجمة” التكنولوجيا التي نشهدها، واعدة بتطوير المبادرة وإغنائها خلال السنوات المقبلة، بما ينسجم مع ذوق وحاجات القراء.
الصحفية أبو نعيم
من جانبها، رأت عضو نادي “قاف” كارينا أبو نعيم أن السؤال الأهم هو: ماذا قدم المعرض من جديد لهذا العام؟ يكفي أنه أضفى حركة على المشهد الثقافي الراكد إلى حد كبير في المدينة، واستقطب وجوهاً ثقافية وفنية إلى المدينة على مدار الأيام التسعة، التي شهدت أنشطة مختلفة خلقت مساحة حوارية تشاركية افتقدناها منذ زمن، نتيجة عوامل عدة في طليعتها جائحة “كورونا”.
أما عن مشاركة النادي، فهو دائم الحضور في المعرض منذ تأسيسه عام 2018، ولكن ما يميز مشاركة هذا العام، بحسب أبو نعيم، فهي المبادرة التي قدمها لتشجيع اقتناء الكتاب الورقي، إيماناً منه بأن المعرفة والثقافة حق للجميع دون استثناء.
ولذلك، قدم النادي على مدى تسعة أيام ما يناهز 1250 كتاباً متنوعاً باللغات الثلاث: العريبة، الفرنسية، الإنكليزية، بأسعار رمزية.
وقد لاقت هذه المبادرة إقبالاً شديداً، وتركت ردود فعل إيجابية لدى القراء.
وأبدت أبو نعيم تفاؤلها بكون نسبة لا بأس بها من القراء من الشباب، وهذا ما يعطي أملاً بالمستقبل، ويشجع النادي على زيادة الكتب الداخلة ضمن المبادرة.
في المحصلة، فإن المبادرة تعتبر إيجابية إلى حد كبير، وإن كانت قابلة للتطوير والتوسيع مستقبلاً.
بغدادي
من جهتها، عضو النادي روزانا السيد بغدادي، شددت خلال حوار مع “حدث أونلاين” على أهمية مشاركة النادي في المعرض، منوهة بإقبال الناس على المبادرة التي أطلقها النادي بجعل الكتاب في متناول الجميع، سواء الطلاب أو عشاق القراءة عموماً، من خلال طرحه بأسعار زهيدة نسبياً. وهذا ما جعل الإقبال يفوق التوقعات.
وأشادت بغدادي بترحيب المجتمع الطرابلسي بالمبادرة، الأمر الذي يشجع على توسيعها في المواسم المقبلة للمعرض.
وفي تقييمها لتجربة نادي “قاف” عموماً، أثنت بغدادي على استمرارية النادي رغم الظروف القاسية، وفي طليعتها جائحة “كورونا” التي، وإن حالت دون التواصل المباشر، إلا أن النشاطات استمرت عبر التطبيقات الإلكترونية. وقد استطاع النادي استعادة التواصل المباشر مؤخراً من خلال الندوة التي أقيمت مؤخراً مع المفكر د.خالد زيادة في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي.
ولعل ما يميز مشاركة النادي لهذا العام هي تشجيع الأطفال على القراءة من خلال منح ثلاثة كتب مجانية مقابل كل كتاب يشتريه الطفل.
ووعدت بغدادي بتوسيع مروحة الكتب كماً ونوعاً خلال المواسم المقبلة بما يحاكي اهتمامات الشريحة الأكبر من القراء، ونطمح خلال السنة المقبلة إلى مشاركة أوسع من خلال أفكار لا زالت قيد البحث والتبلور.”
مما لا شك فيه أن كلاً من معرض الكتاب ونادي “قاف” قد استطاع حجز مكان لنفسه على مستوى الشمال ولبنان، وأصبح رقماً صعباً في المعادلة الثقافية، إلا أن الطموح يبقى أكبر من أن يحد، والأفكار أكثر من أن تحصى، والرهان على السنوات المقبلة.
المصدر: “حدث أونلاين”




