نادي قاف للكتاب.. مبادرة لإنعاش القراءة بشمالي لبنان

محمد خالد-طرابلس
شغف القراءة هو ما دفع عائشة يكن ومجموعة من المثقفين في مدينة طرابلس شمالي لبنان إلى تأسيس ناد للقراءة، أطلقوا عليه اسم نادي “قاف” للكتاب، لما يحمله هذا الحرف من معان ودلالات كالقلم والقراءة والقصيدة والقصة.
تأسس النادي بداية عام 2018 إذ انبثق عن دار قاف للنشر، ويحمل على عاتقه مهمة نشر ثقافة القراءة وحب الكتاب وتحريك العجلة الثقافية في المدينة، وهو -حسب القائمين عليه- منفتح على جميع الشرائح المجتمعية بكافة اختصاصاتهم وبغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو السياسية أو الفكرية.
وتقول مديرة النادي عائشة يكن “حب القراءة دفعني وأعضاء النادي إلى تأسيس هذا الصرح الثقافي، وأردنا من خلاله نشر عدوى القراءة لدى جميع شرائح المجتمع، وجعلهم على علاقة دائمة مع الكتاب في زمن التكنولوجيا التي غزت العالم، وفي ظل تراجع عدد القراء حول العالم خاصة في العالم العربي”.
وتلفت إلى أن هناك العديد من القراء المثقفين، لكن ما يحتاجونه هو التحفيز والتشجيع، فكان نادي “قاف” الذي يعتبر أول ناد للقراءة في مدينة طرابلس ويعد نافذة على عالم الكتاب بالنسبة لهم.
“نحو أمة تقرأ لترتقي ونحو نهضة فكرية” هي رؤية نادي “قاف” الذي يهدف إلى أن يكون مساحة للعقول الشابة القارئة لتبادل الآراء ومناقشة الأفكار التي تطرحها الكتب بعين الناقد والقارئ المتمرس، ويسعى لنشر ثقافة القراءة داخل المجتمع، وبناء جيل واع ومثقف، بالإضافة إلى اكتشاف المواهب والاستفادة منها، وتوفير الكتب بأسعار مخفضة لتكون متاحة للجميع.
وتوضح يكن “نعمل على توفير الكتب بأسعار مخفضة للجميع ليس هذا وحسب، بل نقوم بتوصيلها إلى منازلهم، لتكون متاحة بين أيديهم وكي لا يكون لهم أي حجة تمنعهم من اقتناء الكتب وقراءتها”. كما يعمل النادي على تحفيز المنتسبين على الكتابة، وتدريبهم على مهارات التلخيص والنقد والحوار، بالإضافة إلى المساعدة في نشر بعض إصدارات وكتابات أعضاء النادي.
وما يميز نادي “قاف” للكتاب نشاطاته المتنوعة والتفاعلية من خلال الورش المتنوعة في الشعر والقصة القصيرة والكتابة والرواية، وإقامة الندوات الثقافية، واستضافة كتاب وأدباء عرب وأجانب، بالإضافة لتنظيم لقاء شهري دوري يجتمع فيه القراء لمناقشة أبرز الكتب الصادرة في مجالات مختلفة، اجتماعية وفلسفية وفكرية وأدبية وسياسية، إذ يتم اختيار الكتب المطروحة للنقاش وفقا لما يتفق عليه أعضاء النادي من كتب تهتم بقضايا مجتمعية تهم الناس من أدب وعلم اجتماع وسيرة ذاتية.
ويتطرق المشاركون بجلسة النقاش إلى مميزات الكتاب المختلفة، كأسلوب الكتابة واللّغة والأفكار المطروحة فيه وغيرها، وتقول عضو الهيئة الإدارية للنادي غادة صبيح إن “ما أضافه النادي للقراء هو أنه جعلهم يعرفون تقنيات القراءة وفهم الكتاب وتحليله وتحولهم من قراء عاديين إلى قراء محترفين”، وتضيف أنه “كثيرا ما نفاجأ ببعض الأعضاء الذين يأتون بأفكار جديدة وتحليل جديد حول كتاب ما بطريقة مختلفة وغير مألوفة”.
ويشهد نادي “قاف” تفاعلا كبيرا مع أنشطته، ويبرز ذلك من خلال عدد منتسبيه الذي يزداد يوما بعد آخر، حسب القائمين على النادي، إذ يبلغ عدد أعضائه 150 عضوا من مختلف الأعمار والاهتمامات الثقافية، الذين يؤكدون أنه يوجد وقت للقراءة دائما، فمهما كان الإنسان مشغولا، ومهما كثرت ارتباطاته، هناك وقت للقراءة ولو نصف ساعة في اليوم.
تقول روزانا بغدادي أحد أعضاء النادي إن وجوده “أضاف الكثير لمدينة طرابلس وساعد في رفع المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي، وخلق جو لائق بالمدينة التي كانت ولا تزال وستستمر في نهضة كبيرة يتكاتف الجميع لإعادة مكانتها منارة على الشاطئ”.
المصدر : الجزيرة
24/3/2019